كتبت بداية لمواضيعي البارحة,ووصلتني ردودكم اللتي ابهجت فؤادي ,فلم يكن لي الا ان ازحزح القليل من حمولي المتراكمة على اجزاء جسدي الممزق,وان ادعكم تسبحون قليلا في بحر مشاعري المليء بالامواج المتلاطمة العاتية التي تبحث عن يوم ,,,تتوقف فيه عن التبخر ,,بسبب اشعة الشمس التي تصهرها الى ملح وغثاء,بدلا من ان تعطيها الدفئ والبريق لتسحر عيون الناظر اليها,,اعطيتموني الدافع لادفع قليلا من الثقل الذي لا يكاد يبرح مكانه,,من فوق صدري المتهشم,,هذا الثقل,,الذي يجعل انفاسي خالية من الحياة,,ونظراتي خالية من الضوء,,وابتساماتي خالية من الفرح,,وكلماتي خالية من الكلمات,,وحياتي خالية من الروح ,,او الدافع او الامل في الغد,,.......
ما اصعب الجرح وما اقساه,,,, عندما يكون من القريبين الى قلبك,.....
فكيف ستكون صعوبة الجرح .؟؟ اذا كان ممن ظننته داخل قلبك..؟؟؟؟
في وريدك وشريانك,,في انفاسك واشجانك,,ممن ظننته كل ما اردت او ما تريد,,او اقنعت نفسك بانه الانسان المناسب لك,, الانسان الذي اخترت ,, ونويت الوفاء له,, وظننته لن يفارق احضانك,,وتمنيت له الحب,,كما انت تحب وتمنيت له الحياة,, كي تستمتعا بها معا...
كل منا يحب بطريقته الخاصة,,فمنا الذي يحب بجنون, ومنا من يحب بعقلانية فلا يفتح الابواب كلها لاول طارق,, ومنا من يريد التسلية,, فيجد نفسه مجرد تسلية لقلبه,,من دون ان يعلم,,ومنا من لا يدعي الحب,,وهو غارق بالحب.
ولكن في النهاية,, الحب شيء جميل للغاية,, خاصة في البداية,, فالبداية نقية دائما ,, وصافية اللون , وتبعث على الامل,,لا شوائب فيها ,, اشبه بلحظة شروق الشمس,,لحظة مقدسة,,لا يكدرها صوت ولا همس,, ليس فيها حر ولا برد,,
كانها بداية الكون,, لا يخطر ابد ببالك انها من الممكن ان تكون اسوا شمس رايتها بما سيجلب ضوئها من حركة , وانتشار للناس,,وتصرفات واعمال ستحدث من الجميع,, قد تقلب كل شيء راسا على عقب,,, والحب كذلك يبعدنا في اوله عن اي خوف,, فنحن فرحون بما نحن في صدده ,, الاحساس الاجمل,,
تجد نفسك تستيقظ صباحا ,, نشيطا منتظرا ليوم مليء بالشغف والاثارة والسعادة, فتهتم بشكلك,ومظهرك, ولباقتك,وتبقى سعيدا طوالا اليوم على اثر رؤية المحبوب, وتاخذ بانتظار الغد , وبعده , وبعده,, وهكذا...والسعادة تملىء قلبك البريء ,, الذي سلم امره للايام,, املا بالاستمرار على ما هو عليه ,, وفيه شعور جميل دافيء يدله على ان هذا الامل سيتحقق,, على الاقل مؤقتا..وهذا يكفيك.. فانت لن ترفض السعادة لانها غير دائمة,, ولن تتساءل عن النهاية ولن تحاول التفكير بها اساسا,, لانك مليء بالاحساس القاتل,, الذي يعطل عقلك عن التفكير بالعواقب,,وانت فرح بهذا الاحساس ,,لانه يبعدك عن المسؤوولية الاصعب,,وهي التفكير بالمستقبل ,, وفعليا هذا هو الصواب ,,لان دوام الحال من المحال,,والتفكير بالنهاية امر يطفئ نور البداية, وينزع منها الامل, ويجعل الاستمرار امرا صعبا,, مليئا بالخوف.
لن اكون متشائما جدا واقول ان النهاية لم تكن ابدا كما نريد..او انني لم اسمع ان احدا احب واكتملت فرحته بافراح,, كانت نهايتها الارتباط ,على كل المستويات,,من الصعب علي قول ذلك,, ومن الصعب علي قول العكس,, فانا لم اقل المثل(((تجري الرياح بما لا تشتهي السفن)))
فالحياة عبارة عن صفحة بيضاء,,تلطخها ريشة الايام بكل الالوان,, فليس لاحد صفحة بلون واحد,, ولكن الفرق بيننا ان نصيبنا من الالوان مختلف,,فمنا من ازداد السواد في صفحته,,, ومنا من ازداد البياض في صفحته,, ولكننا جميعا سنرى الالوان كلها,, لا مفر من ذلك,,
وفي النهاية.. لم يتبقى علي سوى ان اكتب نصيحة صغيرة لطالما تمنيت ان يقولها احد لي,,قبل ان اكتشفها من التجارب,, لتكون العنوان لي على اول سطر في اي تجربة جديدة ممكنة....
نسيان الجرح اصعب من الجرح نفسه,,لا ينسى الجرح الا بجرح جديد.
فاذا جرحت مرة ,, فلا تنتظر التئام الجرح بل ابحث عمن يجرحك,,لعل جرحه كان اقل وقعا على قلبك,, واخذ حيزا لا يستطيع به الجرح الاول ان يظهر ثانية ,,واصبح بالفعل من اوراق الماضي ,, التي تتحدث عنها مع اصحابك وزملائك كقصص حدثت..................................... وانتهت......
والسلام عيكم ورحمة الله...اخوكم:الملاك الحارس